Alyaa Majeed

Wednesday, August 31, 2011



آيريـــــــــــــــــــــــــــــن



ثلاثتنا و اعصار في الخارج
و آيريـــــن تصيح اليوم اليوم 
تتوعد لنا بليلة سوداء و غد مجهول تحت الماء 
و اناس تلطم  بالتيار و الدولة تصيح حذار حذار
  فأيرين غاضبة جدا  و مسرعة جدا 
 لتغرق كل من يصادفها كبار صغار. 

ماذا تريد؟ و لماذا تعوي خلف الباب
  و كيف و اين و متى الجواب 
قولي بربك لما سياسة دنيا الغاب!  

لما التعسف و التوبيخ
و لما التهجم و الطوفان 
و لما خلوت من رحمة الرحمن 
و نمت .. سلوت الكون كله و نمت
 سلوت أيرين و سلوت صفاقتها 

بعد ساعات خمس فتحت عيناي 
و انا خائفة من الانباء  
بين الريح و بين الماء  آيرين تجوب الاجواء
خائفة جدا من الانباء... فآيرين  لها اذن صماء 
لا تسمع دعوى امهاتنا ولا تنتهي عند حرف الياء 

اربعة عشر قتيلا... 
هذا ما حصدت آيرين في ليلة واحدة 
طفلا و اما و اختا صغيرة و ابا و اصدقاء 
و عيون تبكي  بطش  ايرين الشمطاء
و اليوم...
توقف المطر... رق الهواء  المتكبر الهائج
 و تقشرت جروحنا الي لا تعالج 
...
ثلاثتنا و اعصار في الخارج

Friday, June 3, 2011



ذكريــــات غـروب صيفي 

 تعودت خلال حياتي ان انظر الى الغروب كل يوم و ان اطلق عليه تسمية خاصة تصفه, و ربما تصف ما أشعر به في تلك اللحظة. 
اليوم كان الغروب لذيذا جدا. احببت رائحة اشجار السايبرس و هي تتشح بسواد الليل الذي حل مسرعاَ من دون استئذان. 
هاجمتني ذكريات كثيرة في تلك اللحظة... لا اعرف بماذا ابدأ. عادت الي ذكريات دراستي, ذلك الطريق الطويل الذي اعتدت على سيره كل يوم. انني اعرف كل حجر على الطريق, و اعرف عدد خطواتي الى مدرستي  و اميز كل الوجوه التي اصادفها كل صباح و بعض الشبان الذين اعتادوا على انتظاري صباحا لامر بالقرب من احدهم. لم أكن أكنُ لهم اي انتباه, لكنني كنت اميز وجوههم و اعرف اللطيف من ثقيل الدم. فتراني انظر الى طريقي مثل الصقر فلا تطرف عيناي يمينا و لا يسارا اذا ما مر احدهم بجانبي, لكني كنت أطرق رأسي خجلا الى الارض فلا يكاد احد يرى عيناي اذا كان احدهم هو ذلك اللطيف. 
و تذكرت ذلك الكم من صديقات الدراسة حيث اعتقدت ان حياتي ستكون فارغة و مستحيلة ان لم يكونوا فيها, فاذا بالامر ان ينتهي بانني لا اعرف عنهم اي شي اطلاقا في هذه اللحظة! بل انني لا اكاد اتذكرهم جيدا! و استمرت ذكرياتي الى حين عودتي الى البيت و ذلك الصوت الذي كنت اسمعه وحدي, صوت معدتي الجائعة يكاد يدوي في اذني! و تبدا خيالاتي و امانيي تجعل كل طعام افكر فيه يبدوا لذيذا كالمن و السلوى , لكنني لم اكن اذهب بعيدا بخيالاتي هذه فكل ما كنت اتمناه لعشرين دقيقة سيرا على الاقدام هو ذلك الخبز الذي اعتادت زوجة اخي ان تخبزه و بعض اللبن ( روبة) الذي داومت امي على صنعه ليلا لنأكله في اليوم الثاني وقت الغداء. 
موسم الصيف وذلك الغروب العجيب الذي يخنقني كل يوم, لا اعرف لماذا كان يراودني هذا الاحساس كل يوم هناك, كانني اغرق ثم اغرق ثم اغرق فلا احد ينتشلني من الماء, لكن معجزة الله تنقذني بقدوم الليل فاخرج من الماء ليبدأ ليل من السحر ينتشينا و يعمق احاسيسنا بكل ما حولنا و يزيد كل شي غموضا. فلا مفر من شعورك بالوحدة و التوحد و لن يفيدك كل الجموح و ستظل رؤيتك ليوم غدا مجهولة حتى تشهد غدك لتبدأ يوم صيفي آخر.  

عليـــــــاء